18 Jun 2007

طااااابور مين يا أستاذ

يوم الأربع اللى فات كنت خلاص... خلصت مشاوير القاهرة و راجع أسكندريه الجميله ... لسوء حظى الكلام ده كان لساعه أربعه العصر, رحت محطه القطر أحجز تذكره ، لقيت أول قطر الساعة سته بليل ، قلت خلاص.. عليك و على النعش الطائر يا بوبهظ


توضيح هام
لمن لا يعرف محطه رمسيس – البلوج أصله بقى دولى- فالمحطه من ساعه ما قدمنا ملف الصفر فى كاس العالم ، و التخطيط فيها بقى غير أدمى، بمعنى أسوار طويله و كتير بتحد من حركه المشاه ..بتخليك تمشى ما لا يقل عن ميه و خمسين متر من ساعه ما تنزل من مواصله علشان تروح لمواصله تانيه كل اللى يبعدك عنها فعليا هو عشرين متر، و برضه من ساعتها شالوا ميكروباص الاسكندريه بصوره رسميه، فقامت حركه ميكروباصات من أجل الأجرة ، و بقى فى جراج معفن يلم الميكروباصات و يحملها و يحميها من بلطجه أمناء الشرطه


نرجع تانى
انا كنت مسافر الاسكندريه الساعه أربعه العصر من رمسيس و دخلت الجراج المعفن علشان أركب – شوفتو التوضيح كان حلو أزاى- المهم ، لقيت بشر كتير واقفين قدام باب الجراج و جوه الجراج و فوق الجراج و لا كأننا فى يوم الحشر – خللى بالك أحنا فى الصيف- سوق و بشر و عالم قايمه و عالم نايمه .. جمهوريه كامله متكامله داخل الجراج، كل ده جميل و يحسسك بالحميميه لغايه ما يجى ميكروباص، هووووب... تطلع الانياب و تتشمر القمصان ، تلاقى الناس بتجرى تمسك فى باب الميكروباص و السواق يفضل يمشى بالحته بتاعته، و الناس بتلاحقه، و كأنه نبى ،و كأن باب الميكروباص فجاه بقى باب الكعبه ، و مش مهم اللى يداس و اللى تتفعص و اللى يضرب و اللى ينضرب


وسط كل ده لقيت ست كبيره لابسه عبايه سودا و قاعده على كرتونه و جنبها أكياس سودا شكلها تقيل
صعبت عليّا ، قلت لازم أتصرف، رحت رايح على المكتب الوحيد اللى فى الجراج


لو سمحت ممكن أكلم المدير
ينظر الىّ رجلان ببلاهه
أكمل : هو لو ممكن ننظم طابور بدل البهدله دى ، فى ستات كبيره و رجاله عواجيز و مش عارفين يركبوا
صوت ضحكه عاليه يتوسطها عين غريبه : هعا هعا هعا هعا ... أتفضل يا محترم


يتفضل المحترم اللى هو انا الى الداخل ،و ياخدنى الراجل لأوضه جوه، و يستقبلنى فيما يبدو مدير أو صاحب الجراج، تفضل يا أستاذ

بص يا باشا – أبدأ انا الكلام- ليه يا باشا ماتعملوش طابور علشان الناس تركب ،بدل البهدله و قله القيمه دى، يعنى نحترم نفسنا – أحنا يا باشا- و نبقى بنى أدمين

يرد الباشا: و الله يا محترم ماحدش يكره، بس مين يسمع، إحنا غلبنا نحاول فى ده، بس أصل شعبنا دة شعب -إبن ست مش نظيفه- و مبينفعش معاه الذوق و الأحترام، الكلام اللى سعادتك بتقوله ده سنه الفين و عشرين يدينا و يديك طوله العمر
فى سرى أهمس ياريت

المحترم: مين بس قالك كده، روح العباسيه موقف حلوان ، و شوف الاحترام... الناس بتيجى تقف طابور لغايه ما يجى الميكروباص ، و يقف الميكروباص قدام الطابور و يحمل أول أربعتاشر واحد و الكلام ده بيحصل فى رمضان قبل الفطار أحيانا ، و كل ده على حد علمى بسبب واحد أسمه سيد اللى ماسك الكارته بتاعت الموقف ، هو الى أجبر السواقين على أنهم ما يخدوش ركاب غير من الطابور ، فإضطرت الناس أنها تقف صف، و الكلام ده بقاله سبع سنين تقريباً ..سيد ساب الموقف و النظام فضل زى ما هو

الباشا: و اله محدش يكره... تعرف أنت توقف طابور
انا: بشرط... تخللى الميكروباصات متدخلش و تحمل من غير الطابور...بعد أذنك ، بس كده و أدينى خمس دقايق

قام الباشا من مكتبه و طلع فى فراغ الموقف ... يا سيد، يا كعبوره، فلافيلو... بصوا الأستاذ هيوقف الناس طابور و محدش يركب عربيه واحده من غير الطابور

بأعلى طبقه صوت عندى : يا جماعه ... لو سمحتو ... عاجبكم البهدله اللى أنتوا فيها دى... تعالوا نقف طابور ورا الحاجه – الست اللى لابسه أسود- و العربيات لما تيجى هنركب كلنا واحد ورا التانى من غير بهدله و قله قيمه

واحد رزل قعد يضحك بصوره هيستيريه، انا أتعصبت ، قمت مقرب منّه ... خير ، بتضحك ليه... هو انا بقول نكته ... انا بحاول أخليك تتعامل بأحترام... بتضحك ليه هو فيه حاجه انا قلتها غلط.... لو سمحت تعالى نقف طابور ورا الست الحاجه


واحد تانى قاللى طابور أيه يا أستاذ، انا كنت فعلاَ متنى الى زى أخينا ده، قلتله ؛طابور يا أستاذ يحترم كرامتك و كرامتى....طابور ميخليش الحاجه اللى زى والدتك دى تتبهدل ... أنت يرضيك أن أمك علشان تركب المواصلات يحصل فيها كده

كنت خلاص قربت أقنع الناس ، سكوت كامل يسود الجراج...ناس بتفكر و أتباع بدأت تظهر...هووووب ... دخل ميكروباص الموقف... و ظهرت الأنياب و أتشمرت القمصان و عادت ريما لعادتها القديمه

قلت فى سرى مش مهم... أخد الزباله و راح... المره دى غيرت الأستراتيجيه و خليت دعوتى حميميه، و رحت أول حاجه لمجموعه من الستات فى الاربعين أو أواخر الثلاثين ..أيه رأيكم فى حكاية الطابور دى.. قاللولى و الله جميله، قلتلهم طيب انا محتاج شويه مساعده.. ممكن أطلب منكم تقفوا ورا الحاجه و تصبروا شويه لغايه ما أجمع الناس

الحمد لله وقفوا ، كده الطابور أبتدى بأربع بنى أدمين... رحت لواحد تانى معاه واحده -شكلها خطيبته-ها ما تيجى معانا بدل البهدله... سمع الكلام و راح.. كده الطابور فيه سته أنفار

نقيت راجل كده شيك فى نفسه و رحتله .. ها تحب تجرب معانا الطابور...طااااابور مين يا أستاذ... البقف طلع جزار... انا مستعجل و مش بتاع طوابير، و انت فاكر ان الناس تنفع تقف طابور

رديت الطابور أهوه فيه سته... و معاك هنبقى سبعه...قاللى طب بص على الطابور بتاعك... لقيت ميكروباص جه و الناس اللى فى الطابور طلعت تجرى علي هو الحاجه لسه قاعده على الكرتونه

فوضت أمرى الى الله و قلت أروح أساعد الحاجه و خلاص... قربت منها ... لقيت راجل كبير كمان قرب منها و قالها... ياما انا جبت السنكوتشات... قامت الحاجه بكل نشاط و جريت هى كمان على الميكروباص

فجاه تحول الكون الى لأ كبيره، و انا مركزه و الكاميرا على الجريل بتبعد و انا فى منتصف الصوره أصرخ ياولاد الكلب... الرحمه

واحد أسكندريه عصافره... واحد أسكندريه عصافره... أفيق من غيبوبه الالم... أيوه انا واحد أسكندريه و رايح عصافره...أتفضل يا باشا و ركبت الميكروباص و ماكانش فاضل لا واحد و لا حاجه كان فاضل أتنين...ركبت و ركبت جنبى بنت شيك... بصيت للخلق فى الخلف و أبتسمت وغمزت للقدر السعيد، و لعنت فى سرى الشعب المصرى

14 comments:

Anonymous said...

اولا حمدالله على سلامتك
ثانيا انا ملاحظة حاجة غريبة المرادى هى الغربة بتغير اوى كده "عجبتنى اوى حكاية شعب إبن ست مش نظيفه دى" ;)
ثالثا تجربتك جميلة جدا ومتهيألى كانت ممكن جابت نتيجة مع شوية صبر
بس المشكلة تفتكر هاتلافى المرة الجاية وقت يكفى انك على الاقل تقنع ركاب ميكروباص الى هو بداية التغيير نحو حياة افضل؟؟؟

رابعا بأى مرسي كتيييييير:)

Bahz.Baih said...

دودو
أنت مش ناويه تعملى بلوج... بس مالوش دعوه بالتفاصيل الشخصيه

بجد كومنتاتك بقد إضافه لبلوجاتنا ... يلا بقى أنضمى رسمى للعائله

البلوجاويه

هشام علاء said...

و الله ياباشا انا ركبت من الموقف ده مرة واحدة بس و ماكررتهاش و بعد كده لما بابقى فى القاهرة بحاول اعمل حسابى قبلها و ماخليش حجز القطر لاخر لحظة عشان اضمن انى ارجع فيه لاسكندرية حبيبة قلبى

و على فكرة كل مرة باسافر فيهلا بره اسكندرية و ارجعلها اكتشف قد ايه انا بحب البلد دى ومقدرش اقعد بعيد عنها فترة كبيرة

ماعلينا

حمد الله ع السلامة و فكك من الطابور لان الشعب المصرى فى اغلبيته مش منظم بطبعه و لازم تجبره ع النظام لانه ما بيحبوش

تحياتى

Anonymous said...

اديك قلتها يا معلم

شعب بنت ست مش نضيييييفة


انا قلت الست العجوزة هتعمل كده اكيد

والله جه فى بالى حاجة تانية كمان

انها تكون ست من اللى بيبيعو مناديل وحاجات من دى
وهتطلع مش مستنية الميكروباس ولا حاجة

وتلبس انت يا جمييل


بس اللذيذ فى الموضوع

انك لحقت واحد عصافرة

والألذ

ان البت الشيك قعدت جنبك


والمشوار طوييل بقى

وربك كريييم

:D

Unknown said...

صحيح انا شوفت النسخة الأصليه من التدوينة دى يوم حدوثها لما كانت معاك، وبالفعل زى ما قولتلك اسلوب كتابتك فى المدونة مختلف عن الوقة والقلم، وانك بتضيف حاجات بتخلى البوست ليه مذاق خاص مهما كانت الاحداث.
وبما انى من حلوان وبركب العباسية وبقف فى الطابور لما مش بيكون فى ميكروباصات. احب اوصف المنظر اللى بيحصل.
لو الموقف فاضى ومافيش ولا عربية.. تلاقى اتنين تلاتة واقفين ورا بعض، واللى يجيى هيقف وراهم لإنه واثق انه من غير بهدلة هيركب فى اول عربية هتيجى، وتلاقى الناس عمالة تقف ورا بعض من غير ملل ولا تذمر ولا خناق.. يجيى الميكروباص يقف قدام الطابور .. الناس تنزل منه بكل احترام وراحة .. واول 14 واحد يدخل الميكروباص بهدوء ويقعد وهو مبسوط انه إنسان محترم اجبر نفسه ومن حوله على انه يبقى محترم.
عايز اوضح ان الطابور احيانا بيوصل طوله انه يكفى 5 ميكروباصات واكتر وخصوصا فى رمضان وما حدش بيعمل فهلوى على حد، ولا نظرية انا مستعجل ويطلع قدام حد. اختلف الفقهاء على كيفية نشأة هذا الطابور بهذا الشكل، لكن الكل أجمع على ان من المستحيل اننا نبقى شعب منظم ومحترم فى نفسه لما بياخد الفرصة دى.
تحية خاصة لحلوان والعباسية والناس الحلوين اللى جايين من تركيا وكل الناس اللى بتحترم نفسها علشان تُحتَرم من غيرها، وسمعنى سلام عزيزة يا مصر يا أرض اللواء

Anonymous said...

التفاصيل الشخصية دى بتاعتى انا ;)
بس لو فكرت اعمل بلوج هاكتب عن شخصيات بارزة جدا فى المجتمع التنموى
وهايتزعمهم طبعا شخصية لا تخفى على اى مدون مصرى وهو بهظ بيه
طبعا هاحاول استعين ببعض ما كتب عنه فى المدونات الاخرى:)
ولاننا نقتدى بك فاهدافنا سامية ومقاصدنا نبيلة لا نلجأ لاساليب غير مشروعة فى البحث والتقصى ولكننا نسعى دائما لكشف الحقيقة :)

ياترى فكرة كويسة انى اعمل بلوج؟؟

Wael El Nagar said...

يوسف شاهين كان مشهور بإنه أكتر واحد فى الدنيا بيهاجم الطيور المهاجرة، من سنتين فى برلين طلع على المسرح وقال بالعربى زمان كنت بقول لكل شاب لازم ترجع ليها لازم تمد ليها إيدك، بإدينا ممكن نغير الوضع. النهاردة بقول لكل شاب مصرى سيبوها وأطلعو ما بقاش فيها أمل.
من خمسين سنة العقاد قالها قبل ما يموت الحل قنبلة ذرية تخلص على الجيل الموجود، وقبل ما نضرب القنبلة ننقى الصفوة نبعتهم برة، ونضرب القنبلة. وبعدين الصفوة يرجعو يأسسو مجتمع اليوتوبيا اللى هو للناس اللى مش فاهمة. المدينة الفاضلة
بهظ
فوق يا أبنى انا اخوك الكبير وبقولك بطل تفكر فى الموضوع ده علشان ما يجليكش انهيار عصبى

عسل مرمر said...

ايه أخبار اسطنبول .. حمد الله على السلامه..

Bahz.Baih said...

بدرى
بلاش تلاقيح كلام... انت فاهم و انا فاهم

زروديك
:D

عسل مرمر
أستنى أخبار أسطنبول شويه كده و هتلاقيها على البلوج

عم وائل
بص انا سيبتك للأخر علشان أخد راحتى... ةالاول انت فين يا راجل و الله ليك وحشه

ثانيا بقى ... حل القنبله الذريه حل فعال بس مين يا ترى اللى يختار الصفوه دول,,, و أيش دراك انك منهم

اما بالنسبه للسفر متقلقش الشباب سافر من زمان و كل المصريين اللى بيفهموا عايشين بره مصر دلوقتى و الللى جوه أوكد لك انه مبيفهامش لانه لسه قاعد فيها
و انا قاعد فيها لقله الحيله يا خويا و لو عليا اتمنى اهج لان خلاص المراره مبقاتش مستحمله و الاعصاب بقت مولعه و كل يوم بقول فى سرى ياترى مصر أديتنا ايه علشان نحرق فى دم أهالينا كده,,,

Abo Amr said...

و الله يا بهظ بيه
موقف الجراج بتاع رمسيس ده صورة مصغرة من مصر و اللي فيها
اتعودت اركب منه كتير و انا مسافر للمنصورة
بلدي الاصلية

ولو كنت خدت بالك شوية كنت لقيت السواق قبل ما يطلع بيدى البهوات امناء الشرطة 20 جنيه فردة على الميكروباص

و يجعله عامر

ahmed nabil said...

na7no na3eesh fee baladon kazerr

حابس نمله و بعذبها said...

والله عندك حق بس العيب فى التعليم احنا متعودناش من صغرنا على الوقوف فى طابور حتى طابور المدرسه الصبح يأما كنا بنقف فيه نغنى اثيوبيا هى امى يأما بنزوغ منه عشان منوجعش دماغنا ولو روحت اى فرن ووقفت طابور هتلاقى اللى جاى بعديك بساعه بيخبط على باب الفرن عشان عم محمد يجيبله العيش بتاعه ويمشى وانت لسه واقف فى الطابور الحكايه كلها بتندرج تحت تلات اسامى عدم النظام والمحسوبيه وقانون الغاب

حابس نمله و بعذبها said...

ويابختك على اللى كان جنبك ربنا يوعدنا ولا بلاش احنا داخلين على رمضان

Anonymous said...

أنا مرة كنت ف العباسية ومتجه الي حدائق القبة وقالولولي اركب ميكروباص المطرية من تحت الكوبرى
المهم رحت تحت الكوبرى لقيت ناس واقفة طابور طويل في نص الشارع،استغربت اوي
وعمال ادور على فرن عيش او جمعية استهلاكية اوحتى عربية فول اواي حاجة من المفترض انهم يكونوا واقفين قصادها
لغاية ما جه واحد قاللي اقف في الطابور يا كابتن ،بصيتله باستغراب وقلت في سرى ،طابور ايه اللي اقف فيه دة عبيط دة ولا ايه،راح قايل اقف في الطابور عشان تركب العربية اللي هتيجي
قولتله هو الميكروباصات دلوقتى بقت بالطوابير
قاللي اه،انت شكلك اول مرة تركب
اول مرة ايه يا جدع انا كل يوم راح جي فيها مفيش لا طوابير ولا بتاع
قاللي اه بس عجل حلوان بالطوابير
قولتله ،حلوان؟؟معاك ربنااا،انا رايح المطرية
قاللي المطرية عدي الناحية التانية
قال طوابير قال
دة الميكروبصات هي اللي بتقف طوابير ،واحد مطرية واحد عباسية
اصل هي ناقصة نقف طوابير للمواصلات كمان،اي مشكلة تقابلنا نحلها بميكانيكا الطوابير دي وعجبي