القافلة

كنت أعبث فى مكتبة جدى عندما وقع فى يدى هذا الكتاب , لكم بهرنى صفار أوراقة و تخيلت اننى سأجد فيه الحكمة المفقوده و غاية العلماء و عندما فتحت صفحاته تصببت عرقا خوفا ًمن تمزيق صفحة أو هامش ما.
كان كتاب أحاديث و لكم أعجبنى أسلوب الكاتب و أن كان ينتمى لزمان غير الزمان الا أن المضمون مناسب جدا لوقتنا هذا و اليكم أهدى هذه الصفحات
------------------------------------------
الفصل الثانى عشر- كتاب الركوب

أصطلح العلماء و أتفق معظمهم بأختلاف أبن سيرين و القذفى على أن القافله هى كل صندوق معدنى يتحرك على أربع فى مسار محدد سلفا من قبل عسكر الدرك

عن أبن مسعود الزهرى عن أبيه عن جده قال: حدثنا الشمعى عن حديث البويصرى عن أداب ركوب القافله قائلا: اذا ما جلست فتيسر لتفسح المجال لأخيك المتيمن و أياك و القلاب فأنه مهلكه لك و لرجولتك و اذا ما أردت ان تنزل فعليك بالتصفيق للحادى قبل المكان بمكان و الا نابك من السير ما لا يحمد عقباه و أياك و اللهو فى القافله فانه من الفواحش و ساء سبيلا"

وعن أبن اللوزى قال سمعت عيسى الحادى يحدث صبيانه فقال:" الحادى هو رأس القافله فلا يجب أن يدع أحداً يعترض عما يفعل و أذا ما رأى زبونا فى قارعة الطريق فليغتم الفرصه فأنما هو ربع دينار و كل أربعه منه بدينار... و لكن لا تدع زبونا يتملك منك فأذا ما رأيت علامات الشباب باديه فى وقفته فلا تقف له فأنه من المفيد مشيه ...و لتشدو كما تريد و بما تريد و على المتضرر ترك القافله فأنما أنت الحادى و لا حادى للطريق غيرك"

تعليق الفقير الى الله كاتب هذه السطور

ويل للعالم أذا ما تحكم فيه حادى وأصبح الكل رهين قافله
ويل للعالم أذا أصبح العلماء كلاباً تنبح و القافله تسير

و كما قال الشاعر
و كأننا حائط كتب الزمان عليه
هنا يأيها المزنوق ترتر
--------------------------------------------------------------------------------
نقلاً عن " دخان الكلام فى غرزه بهظ الفنان