اليوم أعلن البرادعى ما كنا ننتظره من زمان , اليوم اعلن قائمه بالمطالب المصريه للتغيير.
• إنهاء حالة الطوارئ.
• تمكين القضاء المصري من الرقابة الكاملة علي العملية الانتخابية برمتها.
• إشراف من قبل منظمات المجتمع المدني المحلي والدولي.
• توفير فرصة متكافئة في وسائل الإعلام لجميع المرشحين وخاصة في الانتخابات الرئاسية.
• تمكين المصريين في الخارج من ممارسة حقهم في التصويت بالسفارات والقنصليات المصرية.
• كفالة حق الترشح في الانتخابات الرئاسة دون قيود تعسفية اتساقاً مع التزامات مصر طبقاً
• للاتفاقية الدولية للحقوق السياسية والمدنية، وقصر حق الترشح للرئاسة علي فترتين.
• الانتخابات عن طريق الرقم القومي.
هذا الرجل يثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه رجل عادل و محترم و الاهم محنك سياسيا الى أقضى درجه... فالرجل جاء الى مصر بعد سنين من العمل الدولى ينشد التغيير و فى جعبته ادوات لم يتصور النظام المصرى وجودها من الاساس... انعش فى المصريين حلم التغيير.
سأرجع الى الوراء قليلا لأتلمس طريق البرادعى منذ البدايه و اوضح النقاط التى اوصلتنى للاستنتاج السابق.
اولا كانت الارهاصات فى الصحافه المصريه على من يتولى منصب الرئيس و طرحت اسماء كثيره منها على سبيل المثال لا الحصر عمرو موسى و احمد زويل و عمر سليمان و البرادعى ... و تبعها مبادره من شباب حزب الوفد لدعوه البرادعى ليترشح عن حزب الوفد و ينضم للهيئه العليا للحزب و ذلك فى منتصف العام الماضى ... و قامت صحيف الدستور بعمل تغطيه اعلاميه جباره عن الدكتور محمد البرادعى و الذى كان مجهولا لدى الكثير من المصريين ... فى هذا التوقيت كان البرادعى يعمل فى الوكاله الدوليه للطاقه الذريه و هو ما منعه من ان يؤكد او ينفى هذه الدعوات او نيه ترشحه.
عندما انتهت فتره رئاسته للهيئه اعلن البرادعى انه مستعد للترشح إذا توافرت عده شروط و ملخصها تهيئه المناخ السياسى لانتخابات ديمقراطيه بحق و نزيهه تحت الاشراف الدولى... و أعتقد الكثيرون من المعارضه وقتها ان البرادعى يعتذر بشكل دبلوماسى و محترم عن الترشح و لكن الرجل قال انه سوف يعود الى مصر و يعمل على التغيير ... و على هذا الاساس دشن الشباب مجموعات عديده على الانترنت لتأييد البرادعى فى مطالبه بل وصل الامر ان قام البعض بعمل توكيلات رسميه للبرادعى لتغيير الدستور المصرى.
و فى مجامله (لا أتوقع انه تم طلبها) قام صحفيو النظام بالهجوم على البرادعى بحجج مختلفه منها انه عالم متناسسين تاريخه الطويل فى العمل السياسى الدولى و منها انه عميل لأمريكا متناسيين رفضه لقرار الحرب على العراق و تنديده بحيازه اسرائيل لأسلحه دمار شامل ... و منها انه كان الاخير على دفعته متناسيين تعيينه فى وزاره الخارجيه ... و حجج كثيره واهيه .. فالرجل الصراحه جبار و سيرته الذاتيه مستحيل تكراراها بسهوله و الادهى انه من عائله عريقه توارثت النضال لصالح الشعب فوالده الذى كان نقيبا للمحامين وقف امام السادات اتمريره قانون العيب و هو مما اسفر عن تنحيته من منصبه كنقيب للمحامين.
كان البرادعى و مازال امام هذه الهجمات هادئا و صامدا و مترفعا عنها ... و هو ما اثار استياء البعض من انه فعلا لا يعرف شيئا عن الاوضاع المصريه و انه لا يستطيع اللعب بمفاتيح السياسه المصريه .. و لكن هدوءه اسفر عن عاصفه من التصريحات و التى جائت من خلال ثلاثه لقاءات تلفزيونيه مررها النظام بأمل ان تنكسر شعبيته, فلقاءه مع احمد المسلمانى و وراءه عمرو اديب ثم منى الشاذلى كانوا كفيلين رغم الهجوم القاسى من منى الشاذلى و عمرو اديب عليه فى تنثبيت شعبيته عند انصاره ... فالرجل يتكلم بهدوء و بطريقه علميه واضحه للغايه .. نعم هو يكرر مطالب المعارضه و لكن اسلوبه منمق و مهذب للغايه و بعيد عن الشخصنه.
و فى المقابل قامت الجماهير بأستقباله اروع استقبال فى الطار لم يفسده إلا التزاحم الشديد لحظه وصوله .. كما ان الكتابات التى سبقت وصوله مهدت لاستقباله بهذه الكيفيه .. فعلاء الاسوانى بالذات و هو من اكثر كتاب مصر شعبيه و مصداقيه فى سلسله من مقالاته شجع المصرييت للالتفاف حول البرادعى كرمز للتغيير.
و كما تقول الحكمه اطرق الحديد و هو ساخن .. طرق البرادعى على انصار التغيير فعقد لفاءات متعدده فى بيته مع قيادات المعارضه و مع شباب الفيس بوك, بل و ارسل رساله الى انصاره على الفيس بوك فى مشهد يذكرنا باتخابات اوباما فى امريكا موضحا فيها انه يعمل على التغيير اولا ثم سيقرر فى مسأله ترشيحه للرئاسه
ثم اعلن عن الجمعيه المصريه للتغيير و اعلن اليوم تصريحاته بمطالب الجمعيه و بانه سيفتحها لجميع المصريين للانضمام
اصبح البرادعى بلا جدال هو قائد المعرضه المصريه فهو
1- سطالب فعلا بالتغيير و هو ما يتضح فى بيانه السابق عرضه قبل مطالبته بالرئاسه لنفسه و تحديده لفتره الرئاسه بفترتين يوضح نيته الحسنه فى التغيير بجديه و ترفعه عن التقدير الشخصى و الذى لا محاله سيحصل عليه
2- تحديده لجذور المشكله المصريه و هى الحريه السياسيه و التعليم ثم الفقر يوضح بشده منهجه العلمى فى مواجهه مشكلات مصر
3- اختياره لحسن نافعه كمنسق عام للجمعيه يوضح انه فى طريقه لاختيار كوادر جاده و علميه لمساندته فى عمليه التغيير فالدكتور نافعه و هو دكتور فى العلوم السياسيه و المستقل نوعا ما من افضل العناصر و انزهها لمسانده البرادعى فى مشواره
4- تجاوبه من الشباب المصرى بفاعليه يوضح إلمامه بوسائل التغيير فى القرن الحادى و العشرين
5- اعلان تأييده لحق الاخوان فى تكوين حزب سياسى يتماشى مع مناداته بالحريه ... فلهم مطلق الحريه فى تكوين احزابهم و هو ما جعله بذكاء رئيسا توافقيا للمعرضه المصربه
و لكن لازال الكثير من المصريين يجهلون البرادعى ... فالمهمشون و ساكنى العشوائيات يجهلون من هو البرادعى .. ساقى التاكسى و الحلاقين يجهلون من هو البرادعى ... الصنايعيه و الفلاحين يجهلون من هو البرادعى ... و مع هؤلاء ياتى التحدى... كيف يمكن للشباب المصرى التواصل معهم .. كيف يمكن إقناعهم بالبرادعى ... فهؤلاء تأتى ثقافتهم من خلالا الجرائد الحكوميه بالاساس و من التلفزيون المصرى بالدرجه الثانيه ... هؤلاء هم مؤيدى حسنى مبارك و النظام .. رغم انهم اول ضحاياه.
لا زال السؤال قائما ... و لكن لازال الامل كبيرا فالبرادعى الذى استطاع فى غصون ايام ان يجمع حواله شمل المعارضه المصريه... سينجح فى الوصول الى الطبقات الفقيره فى مصر.
لو كنت لازلت تؤمن ان جمال هو افضل من يقود السفينه المصريه ... فكن صريحا مع نفسك هل هذا لان لك مكاسب من وراءه .. ام لأنك فعلا مقتنع .. لو انك فعلا مقتنع بجمال فقد اخذ ابوه ( و هو معلمه) فرصه ثلاثين عاما دمر فيها مصر عن بكره ابيها .. اما لو كان لك مصالح مع جمال ... فربما تعيد حساباتك ... فالشعب المصرى حقا سيقوم بالتغيير .
اما انت .. يامن تؤمن بالتغيير ... هيا معا الى التغيير ... معا سنغير
--------------
الصوره من بلوج الفنان عماد ماهر بعنوان "لن يستسلم"