طول عمرى بركب القطار من القاهرة الى الأسكندريه و بالعكس و طول عمرى بدفع إجبارياً تبرع قيمته تتراوح ما بين الجنيه و الأثنين جنيه مره باسم الكسوة الشتويه ... مرة باسم معونه الشتاء ... الهلال الاحمر ... الصليب الاحمر ... نجمه داود الحمرا .... أى حاجه حمرا و السلام ... و طول عمرى و انا كارة فكرة إن انا بدفع تبرع غصب عنى ... لإنه شئ مش معقول .. لو هو تبرع يبقى بمزاجى مش كل مرة أجى أركب ياخدو منى و غصب عنى قيمه التبرع ... كانوا سموها ضريبه و خلصنا
أفتكر أن مرة أعترضت ... و مرضيش الموظف على الشباك انه يدينى تذكرة إلا لما ادفع التبرع .. و سلمت أمرى الى الله و قبلت الموضوع على مضض على أنه أحد أشكال القهر اللى كلنا متعودين عليها ... و قولت فى نفسى أهو قهر هيروح لحد محتاجه .. أحسن برضه من التبرع الاجبارى اللى بدفعه لكشك السجائر غصب عنى كل مرة أجى أشترى علبه سجاير... انا و الراجل عارفين إنها بأربعه جنيه و ربع و هو بياخد منه لنفسه كده أربعه و نصف ... أو النص اللى بيضاف اوتوماتيك على كروت الشحن أى كان فئتها ... حتى لو الشركه قالت أن الكروت بتتباع بالسعر المكتوب عليها.
أنهارده بقى حصلت فى حياتى نقله نوعيه ... كنت رايح القاهرة و رحت أحجز قطر الصبح ... كان معايا فوبو صاحبى ( فاكرينه اللى كان فى بوست الهرم المقلوب ... معلش مكتبتش عنّه كتير اصله كان مسافر الامارات و لسه راجع و كنا بنفتكر أيام الشتا الحزينه ) المهم انا و فوبو رحنا نحجز القطار و انا سالت واحد من اللى واقفين ... هى بكام التذكرة أسبانى درجه تانيه مكيف ... قاللى 29 جنيه ... يعنى قول 30 بالتبرع .... انا قولت .. أااه التبرع الاجبارى أياه ... و رحت فاتح فى قضيه الجبر و الاختيار و الحق و الحريه فى التبرع و خلافه ... فوبو بكل بساطه .. قاللى ماتطلب أنك تاخد الجنيه و ده حقك .. عادى يعنى ... انا فى سرى قولت تلاقيه لسه مرجعش كلّه من الامارات ... أديت للموظف 30 جنيه و قولتله انا عايز الجنيه الباقى ... قام باصصلى و ضاحك و اداهوللى .. كده بكل بساطه ... ياسلام ... أيه الحلاوه دى
أكتشفت أن انا بقالى أكتر من عشر سنين مضايق من حاجه تافهه و من حقى أن انا أطالب بيها و معملتش كده و لما طالبت بحقى ... أخدته ... الموضوع مفهوش كميا ... انا أخدت حقى لما طالبت بيه
خرجت و الجنيه الفضه اللى فى جيبى عامللى حاله إنتعاش ... حاله من الحريه و الانتصار ... وقفت تاكسى ( انا برضه من الحاجات اللى بتخنقنى هى المساومه مع التاكسيات على الأجرة نتيجه طبيعيه لأنقراض العداد) سالت السواق من الاول ... كام ... قاللى سبعه جنيه ... ركبت على طول من غير فصال
أصل الطبيعى لما تيجى تركب تاكسى من عند محطه القطار لازم التاكسى يبتدى معاك برقم مقفول كده ... زى عشره جنيه ... خمستاشر جنيه ... فتبتدى تساوم و توصلها لغايه سبعه أو تمانيه ,, بس الراجل ده جاب من الاخر و قال السعر اللى تحس أنه محسوب بالتنتوفه ... يعنى مثلا لو كان قال حداشر جنيه و نص ... مكنتش اتكلمت برضه
ركبت التاكسى انا و فوبو ... و اتكلمنا فى السكه عن الجنيه اللى أسترديته و عن الحق فى حريه التبرع ... و وصلنا الراجل و أخد أجرته و فوقيها نفس الجنيه التبرع اللى كان ممكن يروح بالعافيه لحته تانيه حمرا ... و روحت و انا فى مزبرنشق سعيد