"مرسى الزناتى إنهزم يا رجاله" هى العباره اللى جت على دماغى لتلخص حال الادب المصرى من وجهه نظرى.
--------------------
توطئه
البطل فى الادب الامريكى هو السوبرهيرو ... شخص لوحده قادر على التغيير و تحدى قوى الطبيعه حتى الخالق... فى الأدب اللاتينى البطل بيتغلب على مصاعب الحياه باللجوء الى الواقعيه السحريه اللى ممكن تعطى للحياه طعم ما.... البطل فى الادب الاوروبى فيلسوف يميل لتحليل الاشياء و التفكير العميق ... أما البطل العربى- المصرى للأسف بطل مهزوم ... الحياه طحناه و لا يستطيع مقاومه التيار و حتى لو حاول... عاده ما تنتهى القطعه الادبيه بمأساه مفجعه تذكرة و تذكر القراء أنه لا خاب من مشى داخل الحائط.
---------------------
تساؤل
ياترى ... هل الادب إنعكاس لظروف المجتمع إنعكاس أعمى و لا الأدب محرك للتغيير فى المجتمع !!!؟
---------------------
رأى
لو لاحظت معايا كده الادب المصرى هتلاقى إن كان عندنا أبطال فاتحين فى عز الانهزام العسكرى و الاحتلال الانجليزى زى حمزه عند يوسف إدريس و غيرة كثيرين و ...لكن و من 52 جالنا بطل يعوض كل الخيالات اللى كانت عندنا قبل الثورة (جمال عبد الناصر) كان عنده مشروع سواء إتفقت مع أساليبه و سياساته أو إختلفت ... بس كان عنده مشروع و كاريزما ... بس المشروع مكملش و البطل إنهزم ... و إنهزم البطل فى الروايه المصريه من ساعتها ... من أبطال خيرى شلبى لبهاء طاهر و نجيب محفوظ و صنع الله إبراهيم وصولاً لأبطال علاء الاسوانى و مكاوى سعيد.
العامل المشترك فى كل الابطال إنهم دول بيعانوا و بينسحقوا تحت عجلات المجتمع اللى مش مستعد يتجاوب معاهم ... و مع إستمرار اللون ده من الأدب المهزوم فى مصر ... مبقيناش بنحترم أى لون تانى من الادب و نعتبرة تهريج أو نكته هزليه نقراه بس فى إطار التعرف على الثقافات الأخرى ...مثلاً خد عندك نبيل فاروق اللى تؤكد الأرقام إنه من أكثر الكتّاب إنتشاراً فى أوساط الشباب و المراهقين فى فترة عدت و له إعتراف شعبى من الشباب بجوده اللى بيكتبه رغم إن ابطاله من النوع المنتصر ( أدهم و نور و فارس ) و لكن لم يعترف به الأدب المصرى (على مستوى النقاد) إلا مؤخراً جداً و بعد ما أبتدى يكتب فى الدستور و إنتشارة يقل ... من الاخر الادب المصرى مقدرش يحتفى بانواع أخرى من الادب المحرض على البطوله و الاقدام .
--------
مثال
رواية الخيميائى لباولو كويللو لاقت إعجاب عالمى فى كل حته فى أوروبا علشان الفلسفه اللى فيها و فى أمريكا علشان فيها بطل منتصر و فى أمريكا اللاتينيه علشان الواقعية السحريه اللى فيها و لكن عندنا الناس كرهتها ... كتير قالوا عنها إنها سطحيه و عامله زى كتب إبراهيم الفقى و ديل كارينجى ... الناس محبتهاش فى مصر علشان ملقيتش نفسها فيها... ملقيتش حد بيشيل زلط !!!
-------------------
تساؤل تانى
التساؤل اللى عندى علشان مطولش عليكم ... ياترى البطل المصرى إنهزم الاول و لا أبطالنا فى البلد اللى إنهزموا الاول و لا المجتمع كلُه هو اللى إنهزم؟
و ياترى لو إن كتابنا المصريين... رجعوا الامل و نصروا البطل المجتمع هينتصر و هيظهر عندنا أبطال و الا اساسا محدش هيحترم اللى مكتوب و الا كل اللى انا بقوله ده مجرد هجص ملوش دعوه !!!!!؟